ما هي النبتة التي وضع سيدنا يونس أوراقها على جسده بعد أن خرج من فم الحوت ؟

×

حين وقع سيدنا يونس عليه السلام في محنته داخل بطن الحوت دعا ربه فقال:

«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»،

فاستجاب الله دعاءه على الفور، حيث قال سبحانه: «فاستجبنا له ونجيناه من الغم»،

وفي آيات أخرى قال: «فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون

فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين» الصافات.

حرارة الشمس

وإذا نظرنا وأمعنا النظر، ثم سألنا سؤالاً ما هو اليقطين؟

ولماذا اختاره الله ليكون غذاء لنبيه يونس؟ تأتي الإجابة من أهل العلم، حيث قالوا إن اليقطين هو القرع،

وقد اختاره الله لأن شجرة القرع تتميز بالمميزات الآتية: ورقـــــه يتميز بكثرته وكبره، فكان يحميه

من حرارة الشمس الحارقة في هذه الفلاة التي لا زرع فيها ولا بناء يستتر به من حرارة الشمس،

فورقه أملس صارف للذباب، فلا يحبه ولا يقربه، فكان حماية ليونس عليه السلام من الذباب وأذاه،

ويتميز ثمــــــره بأنه يؤكل بمجرد أن يظهر، فلا حاجة لانتظاره حتى ينضج ، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً.

 

كما يتميز اليقطين بأنه سهل المأخذ، فلم يتكلف يونس عليه السلام جهداً في تناوله،

وسهل الهضم فلا يكلف المعدة جهداً في هضمه، ويمنع العطش، فلا يحتاج آكله لشرب الماء،

ويعدل المزاج فيشعر آكله بالسعادة والانسجام، علاوة على ذلك أنه يدفع الحرارة وخاصة ماؤه،

ولذلك ينصح بتناوله لمن يعاني من حمى في الجوف أو حموضة زائدة.

قال أهل العلم إن الله قد جمع له في شجرة اليقطين الغذاء والمأوى والشفاء،

فالناظر في حال يونس عليه السلام حينما نبذه الحوت يجد أنه كان يعاني من أمور ثلاثة، الإعياء والعراء والهزال.

قال ابن عباس ـ حبر الأمة وترجمان القرآن ـ: كان كالطفل الرضيع، وقال ابن مسعود: كان كالفرخ

منتوف الريش، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في سنن النسائي يحب اليقطين، ويقول: «شجرة أخي يونس».

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دعا خياط النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

إلى طعام فوضع له خبزاً من شعير، ومرقا به يقطين ـ وفي لفظ دباء وهو اليقطين ـ فكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

يتتبع اليقطين في القصعة ويأكله، فلما رأيته منذ ذلك الحين وأنا أحب اليقطين.

فكان فضل الله على يونس عليه السلام عظيماً، فما السبب الذي جعل الله جل وعلا ينعم عليه بكل هذه النعم؟

إنه دعاء دعاه في الظلمات الثلاث؛ ظلمة الليل البهيم وظلمة البحر العميق وظلمة بطن الحوت، فقال:

«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، فجمع هذا الدعاء بين الثناء والتنزيه والاعتراف

بالذنب، فكانت الإجابة السريعة من اللهعز وجل: «فاستجبنا له ونجيناه من الغم».

وإذا تبادر إلى الذهن سؤال هل هذه كانت ليونس خاصة، أم هي للمؤمنين عامة؟

يأتي الجواب من الله في الآية نفسها: «… وكذلك ننج ِ المؤمنين»، أي من كان على شاكلته.

ولذلك قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الصحيح، هو دعاء ما دعا به مؤمن إلا استجيب له،

وهو «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».

 

فوائد اليقطين في الطب القديم

في الطب القديم ذكروا أن اليقطين يسهم في التخلص من البلغم، ويذهب الصداع

إذا شرب أو غسل به الرأس، وهو ملين للبطن كيف استعمل، وإذا لطخ بعجين وشوى

في الفرن أو التنور واستخرج ماؤه وشرب ببعض الأشربة اللطيفة سكن حرارة الحمى الملتهبة،

وقطع العطش وأصبح غذاءً حسناً، وإذا طبخ القرع وشرب ماؤه بشيء من العسل أزاح آلام الحنجرة،

وإذا دق وعمل منه ضماد ينفع الأورام الحادة في الدماغ، وإذا عصر جرادته وخلط ماؤه بدهن

الورد وقطر منها في الأذن نفعت به الأورام الحارة، وأيضاً تنفع العين.

فوائده في الطب الحديث

في الطب الحديث تبين من تحليل القرع أنه غني بفيتامين(أ)، وأيضاً (ب)،

ويؤكل القرع المطهو يومياً لطرد السوائل من الجسم بحيث يقشر لهذا الغرض مقدار

نصف كيلو من الثمرة ويقطع مكعبات صغيره تسلق مع كميات من السكر وتهرس لتصبح عجينة

رخوة، ثم يضاف قليل من القرفة وتطهى حساء مع الحليب ومن دون ملح، ويستمر في تناول هذا الحساء

يومياً لمدة ستة أيام، وبعد توقف بضعة أيام عن تناوله تكرر العملية ثانياً حتى تصل إلى النتيجة المطلوبة.

يعالج القرع تضخم البروستات عند كبار السن وما ينتج عنه من اضطرابات التبول اللاإرادي، وذلك باستخدام بذور القرع،

بحيث تنزع منه القشور وتدق لهرسها قليلًا، ثم يضاف إليها الماء الساخن من دون غليان بنسبة فنجان

واحد لكل 20 غراماً من البذور، وبعد انتظار بضع دقائق يحلى بالسكر ويشرب ساخناً، ولمعالجة العجز الجنسي

تؤخذ كمية متعادلة من بذر القرع والخيار والبطيخ الأصفر، فتقشر وتدق ناعماً، ثم تمزج بمقدار من السكر وتؤكل كل يوم بمعدل ثلاث ملاعق.