قصه ام بسمه الجزء الثاني

×

الحكومية،وكان يعاني من ديون ما بعد الزواج، لأن الزواج في الإمارات مكلف، وذات مرة

ونحن نتحدث في ديونه اقترحت عليه المساعدة، قلت له أعتبرهم دين مني إلى

أن تفرج، لكنه رفض وبشدة، وكان صادقا في رفضه، علمت أن كرامته جرحت، ولكني

كنت أريد مساعدته، فألححت وألححت حتى قبل أن يأخذ مني نصف مدخراتي، وبعد

هذا الموقف حرصت على عدم مطالبته بأية مصاريف تخصني، وكنت أنفق على نفسي

وطفلتي الأولى من مدخراتي التي كانت وديعة تدر علي مبلغا مقبولا،ونسيت مع

الأيام أن أطلب منه احتياجاتي،فكنت أشتري ملابسي،وكل الكماليات والأساسيات من

جيبي الخاص،لكنه لم يكن يكفي لأنفق كما تنفق قريناتي في مجتمعنا،لكن هذا الأمر

لا يهم فالأجر أحتسبه من ربي ومادام زوجي سعيدا فهذا وربي يكفي، هكذا كنت أحدث

نفسي كلما حضرت حفل زفاف بفستان قديم، أو زرت صديقة وعباءتي بالية. وذات يوم

جاءني خجلا، وتردد كثيرا قبل أن ينطقها قال لي أنا مقبل على افتتاح مشروع تجاري،

ولدي مبلغ صغير لايكفي، وفكرت في أن أتشارك معك، يعني نضع مالك على مالي،وطبعا

بدون تردد هذا زوجي حبيبي،لم يكتفي بأن أكون شريكة حياته،بل أيضا سأصبح شريكته

في البزنس،وافقت فورا دون أية ضمانات. في البداية مررنا بظروف أصعب من السابقة

فالمشروع لم يعمل بسرعة،لقد عانينا مدة سنتين دون مردود وكنا ننفق على المشروع

من راتب زوجي ومساعدات والدي،ووالده،وفي بعض الأيام لا نجد حق علبة الحليب للصغار.

لكن كل هذا كان سهلا فزوجي حبيبي معي بالدنيا. مرت الأيام وبدأ المشروع يعمل وينمو،

وأحوال زوجي المادية تحسنت كثيرا، وأصبح يغير سيارته كل عام،أصبح ينفق كثيرا على

نفسه، وحينما أطلب منه مصروفي يقول لي لا زلت أعاني من الديون، لا تغرك السيارة الجديده،

إنها أقساط، وكلام كثير جدا من هذا النوع..

تغير زوجي علي كثيرا، لم يعد حنونا، وطوال الوقت عصبي المزاج، طوال الوقت متذمر، أصبح

ينتقدني على كل شيء وأي شيء فعلته أو لم أفعله،وفي كل مرة ينتقدني تنهار نفسيتي

وأتعب حتى أني أشعر بالاختناق، حاولت أن أحدثه وأناقش معه السبب، لكن في كل مرة

يتحول النقاش إلى شجار مهما حاولت تهدأته لا يهدأ، وفي إحدى المرات، حينما طلبت منه

أن يأخذني في نزهة قصيرة، ورفض، جلست أرجوه وأسترحمه، لقد فاض بي أريد أن أغير جو

مللت من البيت، مللت أرجوك خذني في نزهة، قال: روحي مع أهلك، أنا عندي شغل ومش

فاضي!!، قلت له لكني أشتاق إليك، أفتقدك أريد الخروج بصحبتك، مر وقت طويل لم نخرج

فيه معا!!ولكم أن تتصوروا حجم الاستياء والقرف الذي بدا في وجهه بمجرد أن قلت هذه

العبارات، وهنا أنفجر في وجهي: أية نزهة أخرجها معك، ألا يكفي أني ( مجابل ويهج في البيت)

بعد وراي وراي حتى برى، مليت ولاعت جبدي، شو الجديد اللي عندج، مليت منج، أنت

ماتفهمين..((.أنت ماتفهمين، انت ماتفهمين، أنت ماتفهمين)) بقيت كلماته تتردد في

صدري، وتحفر شرو@خا وتمز@قات، وكأنني أهوي إلى وادي سحيق وأصرخ ولا أحد

يسمعني.قال كلماته وخرج، وتركني بصحبة إنسانة لا أعرفها،إنسانة منبوذة مكروهة،

إنسانة غريبة عني،تبكي على صدري وتتأوه وتصرخ،إنسانة تائهة،لقد تركني بصحبة

نفسي بعد أن دمرها تماما!!..

فكرت كيف أتصرف،لم أعرف،كيف أتصرف يا أخواتي، اتصلت بأمي أسألها وأشكو لها

ماآل له الحال، قالت: استحملي يا بنتي، كل رجل يمر بمرحلة وتعدي، وكوني أنت

الأحسن، قومي بواجبك معه ولا تقصري في حقه،..!! بعد أن جرحني، وأهانني أتناسى

كل ماحدث،،،بقيت صامتة لا أتحدث معه أبدا،وأحرص على عدم التواجد في الغرفة التي

هو بها،وكل ضني أنه سيشعر بخطئه ويعتذر في لحظة ما، في يوم ما، في أسبوع ما،

في شهر ما، ومرت ثلاثة شهور دون كلمة منه،،،، وفي هذا التوقيت، اتصل بي أخي،

وأخبرني أن أسهمي التي اشتريتها قبل زواجي بالاشتراك معه، أصبحت ذات سعر مغر،

واستشارني بحب واحترام: هل نبيع يا أختي، ؟؟ فقلت له بذات الحب والاحترام:

كما ترى ياأخي،وهكذا باع الأسهم ب750000 درهم وحصتي منها النصف،أي

لمتابعة القراءة اضغط هنا