ما هي صفات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟

×

النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم

هو محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزال، بن معد، بن عدنان، ولقّب بالعديد من الألقاب مثل أحمد، والأمين، والمصطفى، والسراج المنير، والبشير النذير، ويُكنّى بأبو القاسم.

والده هو عبد الله، وقد توفي بينما كان النبي صلّى الله عليه وسلّم في بطن أمه آمنة بن وهب بن عبد مناف، وقد توفيت وعمره ثمان سنوات، ولد في السابع عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل في مكة المكرمة، وقد بُعِثَ نبيًا عندما بلغ سن الأربعين، واستمرت نبوته اثنان وعشرين سنة، وسبعة أشهر وقضى منها ثلاثة عشر سنة في مكة المكرمة وتسعة سنوات في المدينة المنورة.

 

زوجات النبي محمد 

تزوج النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم بعدة زوجات وهن أمهات المؤمنين: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت خزيمة، وأم سلمة بنت أبو أمية المخزومي، وجويرية بنت الحارث، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وصفية بنت حيي بن أخطب، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وخولة بنت حكيم. توفي عليه الصلاة والسلام في يوم الإثنين في 28 من شهر صفر سنة 11 بعد الهجرة.

 

صفات النبي محمد الخُلقية قبل البعثة

كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يتصف بالعديد من الصفات قبل البعثة ومنها:

الصدق: عُرف النبي عليه السلام بصدقه في الحديث ونزاهته.
الأمانة: كان النبي عليه السلام معروفًا بأمانته وكان الأشخاص يضعون عنده بعض الأمانات، وقد كان يُلقب بالصادق الأمين.
الطهر من عادات الجاهلية: عصم الله نبيه عن الخطأ فلم يسجد لصنم في حياته قط، وقد كان مترفعًا عن عادات الجاهلية.

صفات النبي محمد الخُلقية بعد البعثة

كان يتصف النبي محمد عليه السلام بالعديد من الصفات الأخلاقية الحميدة بعد البعثة ومنها:

الصبر: صبر النبي عليه السلام على أذى الكفار والمشركين لمدة طويلة تقارب الثلاثة وعشرين عامًا، وقد كان يدعوهم للإيمان وهم يعارضونه وكانوا يحاولون إيذاؤه ولكنه ذلك كان يزيد عزيمته وصبره.
التواضع: كان النبي عليه السلام يعتمد على نفسه ويقضى حاجته بنفسه ولا يعتمد على غيره، بل كان يُساعد الآخرين في قضاء حاجاتهم.
الود: كان النبي محمد عليه السلام ودودًا مع الخدم فلم يزجرهم ولم يكن كثير الشكوى منهم.
الزهد: لم يكن النبي محمد عليه السلام يُبالغ في الطعام أو الشراب ولم يكن يتنعم في الملابس.
التعامل الحسن مع أهل بيته: كان عليه السلام قدوة للتعامل مع زوجاته ولم يسيء معاملتهنّ.
الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي: كان النبي محمد عليه السلام يُحافظ على مظهره ولا يظهر إلا بمظهر لائق، كما أنه حريصًا على استخدام السواك لتنظيف أسنانه.
البشاشة: كان عليه السلام يتبسم في وجه أي شخص يراه.
العدل والمساواة.
حسن الكلام: كان النبي ينطق بالحق ولا يتحدث أبدًا بالسوء.
اللين مع الأطفال: كان عليه السلام يلاطف الأطفال ويحبهم ويسلم عليهم.
التهادي: كان النبي عليه السلام يقبل الهدية ويردها.
الرحمة: كان عليه السلام رحيمًا بمن حوله فلم يطيل وقت الصلاة مراعيًا أن منهم الشيخ الكبير والضعيف والصغير فلا يطيل في الصلاة.
الحرص على صلة الرحم: كان يصل جيرانه ورحمه.
الشجاعة: كان عليه السلام قويًا وشجاعًا ويتقدم الجيش في الحروب ويشاركهم، ولا يكتفي بإعطاء الأوامر.
التسامح: كان النبي يصفح ويعفو عمن يسيء له.

صفات شكل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم

تعدَّدت الأحاديث في السُّنة النبوية التي فيها وصفٌ صفات شكل النبي صلى الله عليه وسلم، فمنها ما هو صحيح، ومنها ما حكم أهل العلم بضعفه، والقسم الثالث اختلف أهل الحديث فيه بين من يقول صحيح أو حسنٌ، وبين الضعيف، فأما ما ورد من هذه الأحاديث التي حُكِم بصحتها، كحديثٍ رواه أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال في وصف النبي عليه الصلاة والسلام: “كَانَ رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ (معتدل الطّول) لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، وَلا بِالْقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ (أي شديد البياض)، وَلا آدَمَ (أي الأسمر)، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ (الشعر الذي فيه التواءٌ وانقباضٌ)، وَلا سَبْطٍ رَجِلٍ (الشعر المسترسل)،  أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ” [البخاري: 3283]

كما أن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، له شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أرَ شيئًا قَطُّ أحْسَنَ منه قَالَ يُوسُفُ بنُ أبِي إسْحَاقَ، عن أبِيهِ: إلى مَنْكِبَيْهِ” [مسلم: 2337، البخاري: 3551]، ففي هذا الحديث يُخبر الصحابي الجليل البراء بن عازبٍ رضي الله عنه كيف كانت الصِّفة العامة لجسد النبي عليه الصلاة والسلام، وشعره، ونوع من أشكال اللباس الذي كان يلبسه، فمعنى أنه كان عليه الصلاة والسلام مربوعاً، أي أنه كان متوسط القامة، بين الطويل والقصير، كما أنه كان بعيدَ ما بين منكبيه، أي أنه عريضاً في القسم العلوي من جسمه، وهو الكتفين، وأما شعر رأسه فكان طوله يصل إلى شحمة أذنيه، وفي رواية أُخرى، إلى منكبيه، أي إلى كتفيه، أما لباسه في هذا الحديث، كان عبارةً عن حُلةٍ حمراء اللون، والحلة لا تكون إلا قطعتين، أو ثوبين، وهما الإزارٌ والرداء، ثم يُنهي الصحابي وصفه بقوله أنه لم يرَ شيئاً أو أحداً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم خِلقةً، وخُلُقاً [2].

كذلك وصف عليٌّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه بعضاً من صفات شكل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “لم يَكنِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بالطَّويلِ، ولا بالقصيرِ، شثْنُ الْكفَّينِ والقدَمينِ، ضخمُ الرَّأسِ ضخمُ الكراديسِ، طويلُ المسرَبةِ، إذا مشى تَكفَّأَ تَكفُّؤًا كأنَّما انحطَّ من صبَبٍ، لم أرَ قبلَهُ ولا بعدَهُ مثلَهُ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ”

 

فقوله رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام، ليس بالطويل، ولا بالقصير، أي أنه كان معتدلاً، فليس مفرطاً في طوله، وليس بالقصير الذي تحتقره العين، وأما قوله شَثْنُ الكفين والقدمين، أي أن فيها غلظٌ وقصر، وقال البعض أن معناها الغلظ في الأصابع مع الطول، وهذا يدل على كمال الجمال في الرجال، حيث إنه يجمع بين نعومة الجسد، والقوة العظيمة، وقوله ضخم الرأس والكراديس، أي أنه عليه الصلاة والسلام كان عظيم الرأس، والكراديس هي المفاصل التي يجتمع فيها عظمتين ضخمتين، كمفاصل الأكتاف، والركب، كما أن معنى قوله طويل المسربة، أي أن شعر الصدر الدقيق ممتدٌّ من الصدر إلى السُّرَّة.

أما بالنسبة لمشيته عليه الصلاة والسلام، فكان يتكفَّؤُ تكفُّؤاً، والتكفُّؤ هو التمايل للأمام، كالذي ينحدر من صَبَب، والصبب هو الأرض المنحدرة، وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يُسرع في مشيته، ثمَّ يُكملُ عليٌّ رضي الله عنه أنه لم يرَ مثل الرسول صلى الله عليه وسلم من قَبلُ، أو من بعده، ويقصد لم ير مثله في حُسن جمال خِلْقَتِهِ، وخُلُقِهِ، وصِفاته