قصة أحمد و سلمى الجزء السابع

×

هاهي الآن تمر خمس سنوات، بحلوها و مرها، ما زلت عند وعدي لها،

كانت مشاكلنا قليلة و شجاراتنا ظئيلة، فقد تعلمنا أن أتحاور بدل الصراعات

التي لا تنتهي،رغم كل ذلك لا أدري إن سامحتني أم لا فهي لم تبح لي بذلك يوما،

اليوم عدت من العمل، رأيت سلمى و هيثم يلعبان، نظرت لهيثم و قلت :ابني الحبيب،

انظر لا بد أن جدتك قامت بتحضير الأكلة التي تعجبك، أخبرتني أنها ستفعل. .

ذهب مسرعا و أنا قلت لسلمى :اجلسي، أريد التحدث معك في أمر هام.

قالت:ماذا هناك. قلت بعدما تردد:عرفت أخبارا عن عائلتك.

قالت بدهشة:حقا؟ قلت بحزن:في الحقيقة خبر جيد و آخر سيء.

قالت:تحدث. قلت لها:أمك ماتت و هي تلدك، أبوك مات قبل أشهر من ولادتك

في حادثة سير، من وضعك في الميتم هو عمك، و ذلك طمعا في الإرث لأن أباك

ترك ثروة كان يريدها له وحده لأنك إن بقيت ستكونين الوريثة الشرعية، كل هذا

عرفته من خالتك، ما أخبرتني به أنها لم تكن تعرف شيئا فقد كانت وقتها في كندا

و أخبرها عمك أنك مت فور ولادتك.

قالت:و كيف تأكدت أنها خالتي؟ قلت:التحاليل الطبية.

قالت:و كيف فعلت كل ذلك؟ قلت بابتسامة :منذ أربع سنوات و أنا أبحث في الموضوع،

لم أخبرك حتى لا أعطيك أملا كاذبا.

قالت بسعادة:أتقصد أنه أصبحت لي عائلة الآن، هل فعلت هذا من أجلي؟

قلت بابتسامة:و من أجل من إذن.

حزنت سلمى على والديها لكنها فرحت بلقاء خالتها، كان لخالتها ولد و بنت،

ابنها كان يدرس في كندا أما الفتاة فقد كانت تدعى ليلى و متقاربة في السن

مع سلمى مما جعلهما صديقتين و لا أروع حتى أن مها أصبحت تغار، أما خالة

سلمى أصبحت صديقة أمي، حتى أن أبي كاد يتذمر بسبب أحاديثهما التي تطول.

ذات يوم جاءت إلي سلمى و قالت:_أتظن أنني لم أسامحك.

قلت بدهشة:أنا لا أعلم بصراحة. قالت بابتسامة:لا تعلم لأنك مغ-فل،

أنا سامحتك منذ زمن طويل.

ابتسمت لها و قد سعدت جدا بكلامها.

“الآن عندما أنظر لابني، أراه شابا في المستقبل، لن أخطئ خطأ والداي،

لن أجبره على أن يتزوج من امرأة لا يحبها، فليختار هو بنفسه، المهم

أن تكون الفتاة ذات أخلاق و دين، لا يهم عائلتها أو أي شيء آخر”.

تمت بحمد الله