بعد زواجي بشهر واحد وفي الثامنة مساء من ليلة باردة الجزء الثالث

×

وما ذنبها ؟ هل تصبين غضبك وندمك على هذه البريئة التي

لم يكن ذنبها سوى أنها إبنة لشخصين إنعدمت الرحمة في قلوبهم ،

أحدهم لم يعترف بها والأخرى يتمتها وهي على قيد الحياة ! ما هذا الجحود ؟

بكت وانتحبت ثم تنهدت وقالت :

إختفائها لهذه الأيام وأنا أعلم أنه بسببي جعلني لا أنام ،

لم أعرف قيمتها وحبها المتواري بقلبي إلا حين رحلت ،

أصبحت كالمجنونة وبحثت عنها في كل مكان.

هل تمزحين ؟ تعامليها بقسوة لدرجة الهرب منكِ ثم تبحثين عنها.

إختفائها من أمامي أوجع قلبي وجعلني أراجع حساباتي بشأن

معاملتي لها فرغم ما أفعله معها فأنا لا أطيق ذهابها عني.

حين عدت للبيت لأخذ جميلة وإعادتها لحضن أمها لم أجدها أبدًا فقد رحلت ،

حاولت البحث كثيرًا بعدها لكن دون جدوى فقد ضاعت بعيداً

عن أمها التي عرفت قيمتها بعد فوات الأوان ،

فأحيانا لا نعرف قيمة الشيء إلا بعد ضياعه فلا نستطيع معاودته مرة أخرى ،

فمثل تلك النرجس لا تستحق سوى الندم مرتين مرة على

ما فعلت بيدها ومرة على ما فعلت بقلبها في إبنتها.

لكن إتضح بعد ذلك أن زوجي كان قد عاد خلال تواجدي بالدار

وعرف حكاية الفتاة فأودعها بدار أيتام يعامل فيها الأطفال بلطف ورحمة ،

وتكفل بها تمامًا وأخبرني بالأمر بعد أسابيع ليطمئن قلبي وداومت على زيارتها من فترة لأخرى.

أما عن نرجس فلم أسمع عنها بعد ذلك ربما عادت لأهلها وتزوجت وربما تبحث عن جميلة ،

وربما إلتحقت بعمل آخر المهم أنها نالت ما تستحق فربما

لو أخبرتها وضمنت بقائها لعادت لسابق عهدها من قسوة معها.

البعض لا يتعظ مهما حدث له لكن الزمان كفيل بأن يرد الحقوق لأصحابها .