قصة الفقير الذي تصدق على الفقراء الجزء الأول

×

يُروى عن رجلا فقير ومعدم الحال يدعى سعد ،كان سعد متزوجا

ولديه طفل صغير، ولا يملك وظيفة ولا شهادة .فقد كانت تمر

عليه أيامٌ هو وأسرته لا يجدون ما يأكلوه إلا فتات أو قرص شعير صغير ،

وفي بعض الأحيان كانوا يساعدونه أخوته بإعطائه بعض المال

وبعض الاحتياجات الغذائية .

إلا أنه في أحد الأيام المشؤومة عليه إذ تخطى يومهم الثالث

دون أن يأكلون شيئا يذكر ،كان طفلهُ يصيح جوعاً ويتلوى من

الجوع وزوجته هي الأخرى راحت تصرخ عليه لينهض ويتحرك

ويذهب ليحضر ما يأكلونه ،فقامت تهدده بترك المنزل والعودة

إلى دار أبيها التي عاشت فيها عزيزة مكرمة تأكل أشهى الأطباق وألذ الأطعمة .

خرج سعد تائها في حيرة لا يعلم لمن يذهب ؟ وماذا يفعل ؟ وإلى من يشتكي ؟

وأي باب يطرق ؟ فمعظم أقربائه ومن يعيشون في الحي معه

يطالبونه بأموالهم التي أستدانها منهم .

ذهب على استحياء في ذلك اليوم إلى صديق له يعرفه منذ الصغر،

ولشدة الحاجة طلب منه بعض المال، وبالفعل لم يبخل عليه صديقه

بذلك بل أعطاه مبلغ كبيرا يغنيه لثلاث أيام بـلياليها ،فشكره كثيراً

ووعد برد المال حال توفره معه .

ودون تفكير أو تردد ذهب إلى المطعم فرحاٍ سعيداً وأشترى الكثير

والكثير من الطعام . وفي أثناء عودته إلى منزله سيراً على الأقدام

صادف في أحد الأحياء القريبة من حيهم طفلً صغيراً بائس يبحث

في القمامة عن بقية طعام فاسد ربما رماه أحدهم بعد أن أكتفى

بنصفه إلا أنه لم يجد ،وما أن رأى الطفل سعد حتى ذهب إليه

مهرولً وقال له :أرجوك يا عم أعطني بعض مما لديك

فأمي وأبي وأخوتي لم يأكلوا منذ مدة !

ولكن صرخ عليه سعد وقال : أذهب هيا أذهب من هنا .

تركه سعد وأبتعد عنه قليلا ومشى ومشى خطوات ثم توقف فجأةً ،

يفكر ويغمض عينيه محتاراً في أمره يلوم نفسه ويقول : ماذا فعلت ؟

فقد يكون هذا الطفل أشد حاجة مني ومن عائلتي بهذا الطعام .

فرجع سعد إليه و أعطاه قطعة كعك وقال له أين هو بيتكم أيها الصغير ؟

لمتابعة القراءة اضغط هنا