قصة ابو البنات الجزء الثاني

×

وقصت عليه قصة وصيّة والدها وبأنها ليس لها إلا هذا البيت يأويها وعليه أن يصبر عليها بضعة

أشهر لأنها أرادت أن تمكث في بيت أبيها حتى تجد لها مكانا مناسبا تعيش فيه ،

فوافق ذلك الرجل وقال : ( حسنا لا عليكي ) ،

فتمّ بيع البيت وتم تقسيم البيت على البنات الخمس ، وكل واحدة ذهبت إلى

بيت زوجها وهي في غاية السعادة ولم يفكروا في مصير أختهم الكبيرة .

ولكن الأخت الكبيرة كانت مؤمنة بأن الله لن يضيّعها لأنها لزمت مصاحبة والدها وعاشت في خدمته .

مضت الشهور وتلقت الأخت الكبيرة اتصالاً من الرجل الذي اشترى البيت ، فخافت وظنت أنه سيطردها من البيت ،

ولما أتاها قالت له : اعذرني أنا لم أجد مكاناً بعد

فقال لها : لا عليكي أنا لم أحضر من أجل ذلك ،

ولكني أتيت لأُسلِّمكِ ورقة من المحكمة ، لقد وهبت هذا البيت لكي مهرًا ،

إن شئتِي قبلت أن أكون لك زوجًا ،

وإن رفضتي رجعت من حيث أتيت وفي كلتا الحالتين البيت هو لكي ،

فبكت الأخت الكبيرة وعلمت أن الله لا يضيع عمل المحسنين ،

فوافقت على الزواج من ذلك التاجر الثري ، وعاشت معه في سعادة تامة .

زوج كريم ،

وبيت أبيها .

( وقفة ) :

مهما فعلت من خير فلن يضيع الله أجرك ، فكيف البر بالوالدين .

البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت

اعمل ما شئت … فكما تدين تدان .

سلاماً ونعيماً ورزقاً حلالاً طيباً والفردوس الأعلى يا الله لمن ضحى وبر بوالديه لأرضائك .