قصه ام بسمه الجزء التاسع

×

عندما دخلا غرفة الفندق،انقطعت علاقتي به نهائيا،لدرجة أني شعرت بالغربة الشديدة

وأنا في وسط بلدي، شعرت أني كالقشة في مهب الريح، وأني بلا أهل ولا أصحاب

ولا أحباب، كاليتيمة في ليلة العيد، كالوحيدة في صحراء جرداء، ………….. كاللاشيء،

خواء بحجم السماء احتل روحي، ومزقها أشلاء، وقفت في الممر الطويل، أرمقه وقد أغلق

الباب دوني…وكان الدرس الأول: هو كان حياتي وكل شيء بالنسبة لي، ونسيت من أجله

ذاتي، وحين اختفى، أصبحت بلا هوية…ووجدت نفسي أسأل نفسي من أنا، من أنا؟؟

من أكون في هذه الحياة بلا مصير…وعدت إلى البيت وطوال الطريق لم تنزل لي دمعة

واحدة توقفت دموعي حين أففل بابه دوني…هناك توقفت عن البكاء عليه إلى الأبد..

هناك تعلمت أن لا أحد يستحق أن أسحق ذاتي لأجله…لا أحد سينفعني سوى نفسي،

وعدت أنسانة جديدة مختلفة كليا عن ام بسمة القديمة، قررت أني سأستعيد ذاتي

وبقوة، تناقشنا أنا وصديقتي قي الطريق”” هل أنت بخير، أنت صامته وهذا يخيفني عليك””

لا تخافي علي بعد اليوم أبدا، كنت أتساءل لماذا شجعتني الدكتورة على الذهاب لرؤيته،

والآن فهمت، لقد فطمتني عن حبه، كانت تريدني أن أنضج، لقد نضجت بعد هذه الحادثة،

صدقيني اليوم أصبحت أقوى”” أم بسمة منذ فترة وأنا أرغب في الحديث معك، أنا أيضا

عانيت ما عانيت،فتخيلي عدت ذات يوم من عملي بسبب صداع أصابني، فرأيت زوجي

ينام على فراشي بصحبة الخادمة….كدت أتطلق منه بسبب هذه الحادثة، لولا أحد الباحثين

في المحكمة أشار علي بمراجعة هذه الدكتورة لعلي أغير موقفي، وأنا اليوم أعيش حياة

سعيدة ولله الحمد مع زوجي، أعرف أن الامر مؤلم جدا وجارح بشدة لكن صدقيني

بعد أن تخضعين لبرنامج العلاج معها سوف تكتشفين عالما جديدا مختلفا”” إذا فأنت أيضا “”

ابتسمت نعم”” ابتسمت”” نظرت لي وضحكت، وضحكنا وضحكنا،”” خلينا نمر على

المحطة نشتريلنا شي نتعشا”” شو تاكلين” كيك”” محتفلة الأخت”” نوعا ما”” إذا تورتة””

عندما عاد إلى المنزل كنت لا أزال نائمة، صحيت على صوت الماء في الحمام، علمت

انه موجود، شعرت بصداع فضيع في رأسي، وبدات أستعيد ماحدث بالأمس،

كان كابوسا،كان حقيقة… كان حقيقة…إنه هنا،وكل شيء عادي..

عندما خرج من الحمام قال لي “” صباح الخير حبيبتي، وحشتتيتيتيتيتيتيتيني

”” أه نعم، انت ايضا”” ببرود أخذت المنشفة ودخلت الحمام، وحينما خرجت لم أجده،

وكنت أتمنى من كل قلبي أن لا أجده،عادي كل شيء عادي…

يتبع…………..

كنت انتظر موعدي عند الدكتورة بفارغ الصبر، لدي الكثير من الحماس لاتغير،

لدي الكثير من الإرادة لأنمو، وأنضج، وأصبح أقوى،هذه المرة،انتظرت في الإستراحة

لكي يأتي دوري، سمعت صوت سيدة تبكي بصوت قوي وتنتحب في المكتب،كان

صوتها عاليا جدا وهي تقول”” ماذا أفعل، لقد دمرني حطم حيات”” تذكرت نفسي،

لقد تجاوزت هذه المرحلة…بعد نصف ساعة خرجت من المكتب مبتسمة،وكأنها

لم تكن تبكي، هذه الدكتورة لديها قدرة عجيبة على غرس الشجاعة والقوة في

قلوب السيدات”” أعتذر لأني تركتك تنتظرين”” دونت ووري”” تفضلي رجاءا من هنا

””””أولا أنا أحيي فيك شجاعتك، وكنت متأكدة من أن نظرتي فيك لن تخيب، ولتعلمي

أني لا يمكن أن أدفعك نحو هذا لولا أني استشعرت قوتك”” والآن دكتورة ماذا سنفعل

”” سنبدا من جديد”” كيف؟؟”” ننسى تماما وجوده ونهتم بأنفسنا”” جيد، لكن لماذا

ترفضين أن أقوم بمواجهته”” لأن التوقيت غير مناسب”” لم أفهم”” يوما ما ستفهمين،

”” معي أريدك أن تنفذي ما أطلب، تماما”” حسنا”” أعطتني مجموعة من الإختبارات

الخاصة بالشخصية، ثم قدمت لي معلومات دقيقة عن شخصيتي، أشياء أنا نفسي

نسيتها عني،سألتني “” أم بسمة لماذا لا تستعيدين هوايتك القديمة؟ تصميم الأزياء

”” لم يعد لدي ذات الموهبة لقد مضى وقت طويل”” الموهبة أبدا لا تموت، سأرسلك

لمتابعة القراءة اضغط هنا