قصة من حكايات #بالود_نهنأ الجزء الأول بقلم ريم السيد
2023-03-23
قصص
بعد غياب زوجي لثلاثة أيام عاد أخيرًا للبيت كنت أجلس
أمام المدفأة ، دخل وعلى وجهه عدم الراحة ، قلت له :
-أنرت البيت .
قال :
-قررت الزواج من أخرى .
كدت أموت من الصدمة وقلت :
-وماذا عني !؟
أدار ظهره واتجه ناحية الباب قائلًا :
-تعودين لبيت أمك صباح الغد لأني سأتزوج هنا في الشقة .
ثم أردف :
-لا مكان لكِ في حياتي .
أسرعت نحوه أتوسله:
-بعد كل ما قدمته إليك ؟ هذا جزائي ! ترمي بي خارج حياتك !
فتح الباب دون أن يرق لحالي وقال :
-أنا مغرم بتلك المرأة ولم أقع في حبك أبدًا .
كان هذا اللقاء بيني وبين زوجي بداية لأحداث لم أتوقعها أبدًا .
تربيت في بيت يخلو الحب منه أب متزوج بامرأة أخرى ولا يسأل
حالنا أبدا ،وأم تحمل مسؤولية كبيرة على عاتقها بعدما فضّل
زوجها أخرى عليها وأهملها ولم يعدل بينهما فسلبها كل
حقوقها حتى تجردت تماما
من مشاعرها ، فلم أذكر أنها سألت يومًا عن أخباري أو تقربت
إليّ لتعوضني حب الأب الغائب بل كل مافعلته غابت هي الأخرى
بحجة الانشغال بالعمل والبيت ، ربتني على الانصياع لأوامرها
دون مناقشة فلغت شخصيتي تماما ، لم تأخذ رأيي في أمر
قط فلم أشعر بكياني أبدا ، حتى حين دخولي الجامعة وجدتها قد قالت :
-ستدرسين الأدب .
ورغم أني أهوى العلوم وأميل للتاريخ إلا أنني لم أتفوه بكلمة
فلبيت الطلب دون حتى أن أفكر ماذا أريد أنا ،لم يسبق لي
حرية التفكير أو ابداء الرأي واعتدت ذلك.
ذات يوم نادت عليّ فأتيت وجلست أمامها قالت :
– هناك عريس لكِ ويبدو شابًا محترم طيب الأصل .
قلت وقد ابتلعت ريقي :
-وهل نعرفه يا أمي ؟
ثم أردفت :
-متى سيأتي لأراه إن كان يناسبني .
قالت وهي تقوم من مكانها دون رد على كلامي :
-حددت موعدًا للخطبة ومن ثم الزواج سريعا فلا داعي للتأجيل .
وبالفعل حدث ماقالت ولم أشعر أنا حينها بأي رفض فحياتي تسير
هكذا كما تريد أمي ، جلست معي قبل الزفاف وقالت :
-الزواج يعني الانصياع للزوج والقيام بطلباته وطلبات بيته وعدم طلب
أي احتياج شخصي هو فقط من يحدد ذلك ويجلب مايريد حتى لا يهجرك ضجرا من طلباتك .
قلت :
-حسنًا يا أمي .
بالفعل فعلت ماأمرتني به دون تفكير فاعتاد هو على عدم طلب
رأيي في اي شيء ، على املاء الأوامر وتنفيذها دون مناقشة ،
على عدم الاهتمام حتى أنه صار يبيت خارج المنزل لليالٍ
فلا أسأله كي لا يضايقه السؤال كما أخبرتني أمي ،
لعامين كاملين معه على هذا الحال حتى أننا لم ننجب ،
وفي ليلة من ليالي البرد القارسة وكنت أتمنى
لو يضمني إليه بدفء هتف قائلا : …. يتبع