.
.
.
.
اهتم الفنان الراحل عادل أدهم بتكريس حياته لفنه، وظلّ عقودًا
طويلة من عمره يركز على عمله السينمائي، وقد اشتهر في
الوسط الفني بعدم إنجابه أي أبناء، لكن من غير المعروف عنه
أنه أنجب ابنًا ولم يعرف هو الآخر عنه شيئًا إلا في العقد الثالث من عمره.
بدأت القصة عندما عشق عادل أدهم سيدة يونانية تدعى ديميترا،
كانت جارته في الإسكندرية وتعرف عليها في النادي اليوناني،
وتوطدت علاقته بها ووافقت على الارتباط به، لكن الخلافات بينهما
تطورت وكان يعنفها ويضربها، فاضطرت للهرب إلى اليونان وهي
حامل في شهرها الثالث، وتقدم بعد أسبوع ببلاغ إلى قسم شرطة الرمل للبحث عنها.
بعد مرور 25 عامًا من تواجد ديميترا في اليونان، اتصلت صديقتها بعادل
أدهم لتبلغه أن له ابناً من ديمترا يشبهه تمامًا، فسافر إلى اليونان
واتصل بديميترا، التي تزوجت من مصور فوتوغرافي يوناني حينها، واستقبلته في منزلها.
قال لها عادل أدهم عندما رآها، طبقا لرواية خبير الماكياج محمد عشوب،
“عاوز أشوف ابني”، ونصحته بعدم رؤيته إلا أن زوجها خالفها الرأي
وأرشده إلى المكان الموجود فيه الابن.
عرف عادل أدهم أن ابنه يمتلك مطعما في اليونان افتتحه له زوج أمه،
فذهب إلى هناك على الفور وعندما شاهده وجد نفسه وكأنه ينظر
في مرآة حيث كان الشاب يشبهه إلى درجة كبيرة.
حاول أدهم أن يضم ابنه إلى حضنه، لكنه ابتعد عنه رافضا الحقيقة
التي أخبره بها، معاتباً والده على عدم السؤال عنه كل هذه السنوات،
وجلس في المطعم ليتأمل هذا الابن الذي لطالما أراده.
تعامل الابن بقسوة مع والده، وأخبره أن والده الحقيقي هو المكتوب
في بطاقته زوج أمه الذي رباه وساعده على الحياة، رافضا كل الإغراءات
التي قدمها له عادل أدهم من مال وشهرة.
أصيب عادل أدهم بصدمة كبيرة وقبل أن يعود إلى مصر، طلبت منه
زوجته أن يطلقها لأنه لم يكن قد فعل ذلك بعد هروبها، ويروي محمد
عشوب أن عادل أدهم كانت أمنيته الوحيدة قبل الوفاة أن يرى
ابنه للمرة الأخيرة، لكن هذه الأمنية لم تتحقق.