تزوّج رجل بفتاة ورغم أنّه ميسور الحال إلا أنّه شحيح النفقة
ولا يعرف من أصناف الطعام إلا صنف واحد (العدس) ثلاث وجبات في اليوم
على مدار الأسبوع والشهر والعام .
صبرت زوجته عليه مدة كبيرة من الزمن ، إلا أنّها من حين للآخر تحدّثه فى الأمر ،
وتطلب منه أن يأتيها مرة بلحم أو دجاج أو أي شيء غير العدس لأنّها أصبحت
لا تطيقه وتفضّل الجوع على أكله ، لكنّه كان يرفض رفضا قاطعا ويذكر لها فوائد العدس
ورخص ثمنه ، وفي يوم من الأيام ذهبت لزيارة أهلها ، لكنّها كانت تجد حرجا في أن تحدّث
أهلها في هذا الأمر ، لكنّ إخوتها لاحظوا أنّها ليست على ما يرام ، سألوها ما الأمر ،
لكنّها رفضت أن تحكي لهم ، وبعد إلحاح وإصرار منهم لمعرفة ما هي المشكلة
التي جعلتها مهمومة مكسورة الخاطر ، فحكت لهم عن بخل زوجها وشحّه ،
وأنّها من يوم زواجها منه لم تذق شيء غير العدس .
قالوا لها : دعِ الأمر لنا ، كلّ ما عليك خذي هذه الحبّة المنوّمة وضعيها له
فى الطعام أخذت منهم الحبّة المنوّمة وفعلت كما قالوا لها ، ثم جاؤوا إلى
بيتها ووجدوا زوجها راح فى سبات عميق متأثرا بمفعول الحبّة المنوّمة ، فجرّدوه
من ملابسه وألبسوه كفنا ، ثم أخذوه إلى غرفة مظلمة وانتظروه
حتى استيقظ ليجد نفسه في مكان مظلم وعليه الأكفان فظنّ أنّه مات