لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة : حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته
وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم تضع على النار قدراً به ماء
وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم.
حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً .. ثم عاد وقد حمل جوال دقيق على ظهره
وصنع بنفسه طعاماً للصبية .. فما تركهم حتى شبعوا وناموا .
نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية ..
في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب
قلت له مستهزئاً : أتعرف ؟
أجاب في تحد : نعم
لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته.
في ليلة أخرى أحب أن يسمع حكايات ثانية لعمر بن الخطاب..
حكيت له حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص ..
وكيف أن عمر بن الخطاب وضع السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص .
لكني صمت في اللحظة الأخيرة فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب..