عدت إلى المنزل و أنا مهموم، وجدت أمي و قد حضرت طعام الغذاء،
فمنذ أن علمت أنني سأطلق سلمى و هي تلزمني، ما إن رأتني حتى قالت لي
بسعادة:هل طلقتها؟ هل تخلصنا من تلك الفتاة؟ قلت بعد أن جلست على الأريكة :
لا يمكنني أن أطلقها يا أمي.
قالت بغضب:لما؟ هأنت مجددا لم تسمع كلامي. فقلت لها:أمي حتى إن أردت
أنا أن أطلقها لن أستطيع لأنها حامل.
يبدو أن أمي تفاجأت أكثر مني لكنها قالت ببرود:و ما أدراك أن الولد ابنك؟
انتفضت من مكاني و قلت بعصبية:يكفي يا أمي، ليس لهذه الدرجة،
لن أسمح لك أن تتحدثي عنها بهذه الطريقة.
قالت:_أصبحت تصرخ على أمك الآن بسبب ابنة الشارع تلك، لما لا تفكر مثلي،
هي عاشت حياتها كلها بالميتم، هل تظن أنها تعلمت أصول التربية و الأخلاق.
و لما لا تتبع نهج والديها اللذان لا بد أنهما تخليا عنها نتيجة المعصية،
إنها فتاة بلا شرف، توقف عن الدفاع عنها.
لم أشعر بنفسي حتى قلبت الطاولة التي أمامي ثم جلست من
جديد بدموع تنهمر على خدي و أنا أقول :_أمي أيعجبك أن تراني حزينا هكذا،
مهموما و مكسور الخاطر، لما كل هذا الحقد، ما الذي فعلته أنا لأستحق كل هذا ؟
أو ما الذي فعلته سلمى كي نعاني معاً ..
قاطع كلامي رن جرس الباب، ذهبت لفتحه
فتحت الباب فإذا بمها صديقة سلمى هي من جاءت، قالت لي فور رؤيتي :
أحمد يجب أن نتحدث في موضوع هام. قلت لها:حسنا، انتطريني سآتي فورا.
ما إن لمحتها أمي حتى جاءت مسرعة تقول لي:من هذه الفتاة،
لا بد أنها صديقة تلك الفتاة عديمة الشرف.
سمعتها مها فردت فورا :حقا؟ سنرى من….. قاطعتها و قلت:مها، اهدئي، إنها أمي.
قالت بعصبية:إذن أخبرها لا تتدخل في أمور لا تعنيها يا أحمد.ثم ذهبت مسرعة،
كانت مها فتاة قوية الشخصية و لا تترك أي أحد يؤذيها مهما كان، لحقت
بها و قلت:أخبريني، ماذا حدث؟
قالت:في الحقيقة، يجبأن تعرف أن سلمى…. في تلك اللحظة جاءت سلمى
و قالت بتوتر:مها جاءت لتؤكد كلامي بالأمس لا غير.
لكن مها يبدو أنها لم يعجبها كا فعلته فانصرفته، فقلت :لكنني لن أصدق حتى
إن طلبتي من جميع صديقاتك أن يخبرنني ذلك. قالت:لماذا؟
قلت لها بابتسامة :_أنت فتاة مسلمة، محجبة، أنا أعرفك جيدا إن كنت
ستفعلين أي شيء لن تخافي مني لكنك ستحترمين دينك، حجابك،
لكنك أتعلمين أنت الآن بدأت تخطئين عندما كذبت علي.