دخلت المنزل فإذا برسالة تصلني منها، مكتوب فيها :
”إن لم تقبل بالطلاق الاتفاقي، سيكون طلاقا بالخلع”
قبل أن أرد، وجدتها وضعت الحظر من الجديد، استليقت و أنا مهموم
و أخذتني أفكاري حتى رن جرس الباب.
فتحت ببطئ فإذا به أبي و أمي، لم أكن مدهوشا لرؤية أبي فقد
زارنا مرات عدة منذ زواجنا، لكنني تجمدت في مكاني عند رؤية أمي،
قلت و أنا متوتر:تفضلا. دخلا و أغلقت الباب، لم يكن ليخرجني من هول
المفاجأة إلا عناق أمي و هي تقول:لقد اشتقت لك يا بني، هل أنت بخير ؟
نظرت لها بعينان تملأهما الدموع
و أنا أقول:_بخير لأنني رأيتك.
بدأت أمي تتجه أنظارها في أنحاء الغرفة فإذا بها تحمل الظرف الملقى
على الطاولة، ما إن قرأت الاستدعاء حتى قالت بابتسامة :و أخيرا سنتخلص
من هذه الفتاة، أرأيت أخبرتك أنها لا تناسبك؟ قلت لها:أمي في الحقيقة
أنا لم أقرر بعد بشأن هذا الموضوع…
قاطعتني قائلة:يكفي، لمرة واحدة في حياتك اسمع مني،
هي لا تستحقك، طلقها و سأبحث لك عن عروس تليق بك.
بقيت معي أمي اليوم كله، و أنا كنت سعيدا و حزينا في نفس الوقت
و بدأت أفكر فيما قالته بجدية، فقررت أن أذعن لها هذه المرة.
تم تحديد موعد الجلسة، ذهبت ذلك اليوم و أنا ما زلت متردد
و جلست أنتظر دوري حتى وصلتني رسالة من مجهول :
أحمد لا يمكنك تطليق سلمى، إنها حامل
كنت سأجيب لكن وجدت نفسي محظورا، متبقي للجلسة نصف ساعة
و سلمى لم تأتي بعد، فجأة رأيتها تدخل مع محاميها فذهبت لها فوراً :
هل ما عرفته صحيح؟ فقالت بارتباك:ماذا تقصد؟ ابتعد عني.
ثم حاولت أن تذهب لكن سحبتها من يدها إلى الخارج و أنا أقول:_ماذا تحاولين أن تفعلي ؟
قالت بعصبية:اتركني، أتعلم هذا أيضا سأضيفه في الملف، أصبحت الآن تعنفني
أيضا. قلت لها بابتسامة :و من قال لك أن هذا الطلاق سيتم، أنت حامل أليس كذلك؟
ارتبكت و هي تقول:هذا غير صحيح، أنت تتوهم. قلت لها :حقاً ؟ إذن دعينا نتأكد ..
قاطعتني و قالت بعصبية :و من قال لك أن الولد ابنك ؟ كان كلامها مثل صاعقة
نزلت على رأسي لكنني تمالكت نفسي و قلت:أتتحملين مسؤولية كلامك،
نحن ما زلنا قرب المحكمة، و إن كان كلامك صحيحا فهذه تعتبر خيانة و يمكنني أن أدخلك السجن.
قالت و قد زاد توترها:_أنا أكرهك يا أحمد، أكرهك. ثم ذهبت مسرعة، ناديت عليها لكنها لم تسمعني.