.
.
.
.
اشتهر بخفة ظله التي كانت فريدة من نوعها، ورغم أنه دخل الكوميديا
من بوابة صفاته الجسمانية إلا أنه أثبت موهبته الفنية الفريدة في
وقت قصير، واستطاع أن يشارك كبار نجوم عصره في أفلامهم حتى
أصبح سريعاً من الكبار.. هو الراحل علاء ولي الدين.
هو علاء سمير سيد وليّ الدين الشهير بالاسم الفني علاء ولي الدين،
ولد في محافظة المنيا بمركز بني مزار قرية الجندية بمصر في يوم
الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 1963. وقد كانت أسرته دافعاً
له في حب الفن وتحوله إلى شغف، فوالده كان الفنان سمير ولي
الدين والذي كان ممثلاً، وكذلك كان يعمل مدير عاماً لملاهي القاهرة.
بينما كان جده الشيخ سيد ولي الدين مؤسس مدرسة في قرية الجندية
التابعة لمحافظة المنيا أنشأها بالكامل على نفقته الخاصة وظلت
تعمل لأعوام إلى أن انتقلت إلى الجهات الحكومية.
وهو الابن الأوسط بين شقيقيه “خالد” و”معتز”، وقد كان شغوفاً بالدراسة
بسبب جده فأكمل تعليمه عندما حصل عام 1985 على بكالوريوس
في المحاسبة من كلية التجارة بجامعة عين شمس.
ورغم مرور تسع عشرة عاماً على رحيله، إلا أن جمهوره وخاصة من
رواد “السوشيال ميديا” لم ينسوه، حيث ترك إرثاً من الشخصيات
الكوميدية والقفشات التي يعاد استخدامها في الكثير من المواقف،
ومنها شخصية “سمير بسيوني” الشاب الذي يرغب بالانتـحار في فيلم
“الارهـاب والكباب” عام 1992.
ارتباطه بوالده الذي أثر عليه بعد وفاته
حينما قرر والد الفنان علاء ولي الدين الانتقال إلى القاهرة.
انتقل علاء معه لتستقر العائلة بأحد شوارع حي مصر الجديدة الذي
يتسم بالهدوء. وبدأ يستكشف هذا العالم الجديد ويشاهد كبار الممثلين
مع والده، والذي شارك في مسرحية “شاهد مشافش حاجة”،
حيث قام بدور “الشاويش حسين”، حيث كان يحرص علاء على
أن يذهب مع والده إلى كواليس المسرحيات والأفلام، يقف في
أقرب منطقة تُخفيه عن الأنظار، يحفظ ما يقوم به الممثلون جيداً.
ثم يعود المنزل ليقف أمام المرآة ويُكرر كل ما رآه في الكواليس،
وهكذا استمرت حياته ما بين مدرسة مصر الجديدة الثانوية العسكرية
التي كان يدرس بها صباحاً، وبروفات والده ليحلُم بالفن ليلاً،
إلى أن توفي والد علاء.
وقد حكى علاء ولي الدين كيف سارت حياة الأسرة بعدها في
لقاء تليفزيوني أواخر التسعينات، اختصرها في جملة قالها بمنتهى
الفخر وكأنه يطبقها على نفسه: “بابا مسابليش فلوس ولا ثروة،
لكن سابلي حاجة مهمة نفعتني، حُب الناس وسيرته الحلوة”.
وقد تحمّل علاء مسؤولية الإنفاق على إخوته، إلى أن التحق بكلية
التجارة، وكان خلال دراسته يعمل أيضاً كفرد أمن بسبب بُنيانه
الضخم الذي ساعده على الحصول على هذه الوظيفة بمنتهى السهولة.
علاء والمشاغبون الثلاثة
ساهم علاء ولي الدين خلال تاريخه القصير نسبياً في ظهور عدد من نجوم الساحة
الفنية الحاليين، منهم على سبيل المثال لا الحصر أحمد حلمي وكريم
عبد العزيز ومحمد سعد، حيث قدمه في شخصية “اللمبي” والذي كان
أول ظهور لها في فيلم الناظر، وبعدها انطلق محمد سعد وأصبح نجم
شباك من خلال هذه الشخصية. لكنه كان دائما يتحدث عن المشاغبون
الثلاثة الذين شاركوه الرحلة بحلوها ونجاحها وإشاعاتها ومرها،
وهم محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي وأحمد آدم.
علاء ولي الدين وهنيدي
يحكي علاء ولي الدين بنفسه في أحد اللقاءات التليفزيونية عن هؤلاء
المشاغبين قائلاً: “هما دول التلاتة وأنا الرابع، والله اللي بينا قصة جميلة
جداً ورحلة جميلة، وبرغم كده الجرايد بتتكلم عن حاجات غريبة جداً،
يعني مثلا في خبر قرأته غريب جدا، أنا لسه راجع امبارح من العمرة،
وهنيدي لسه واصل السعودية امبارح يعمل عمرة، الخبر بيقول: إنه
رغم الخـ.ـلافات والمشـ.ـاجرات والمـ.ـآسي بين علاء وهنيدي ولكن
حرصا على أن يؤديا العمرة معاً.. طيب أنا قاعد معاكم أهو، وهو لسه
رايح إمبارح يعمل عمرة، بيتكلموا عن خلافات ومفيش الكلام ده والله”.
وتابع قائلاً: “إحنا بينا كلنا عشرة كبيرة جداً، سنين طويلة مع بابا،
وتعبنا مع بابا، وأحلامنا، ونجاحنا، أشرف أول واحد وصل فينا وكان
بيعمل أفلام كتير، أنا كنت قاعد مع والدتي في البيت وأحمد آدم
مغترب جاي من إسكندرية، ومع ذلك نتلم كلنا ونقعد مع بعض
في شقة واحدة، وكنا نقعد جنب معهد السينما رغم إننا مش
طلاب فيه، ولا واحد فينا دخل المعهد بس قاعدين جنبه متربصين
ونروح نقعد في الكافتيريا هناك ونفسنا ندخله ومش عارفين”.
محطات فنية في حياة علاء ولي الدين القصيرة
لم يصعد علاء ولي الدين سلم الشهرة مرة واحدة، حيث بدأها
منذ البداية من خلال العديد من الأعمال كدور ثانوي في أفلام
مثل: “هدى”، و “معالي الوزير”، و “رسالة إلى الوالي”، و “حلق حوش”.
وأيضاً شارك مع الهضبة عمرو دياب في فيلمين وهما “
آيس كريم في جليم” عام 1992. و”ضحك ولعب وجد وحب” عام 1993.
بينما اقتصرت أعماله المسرحية. والتي كان يعد ملك الارتجال
فيها في ذلك الوقت بلا منازع من خلال أعمال “حكيم عيون”،
و “لما بابا ينام”، و “ألابندا”.
اللحظات الأخيرة تدل على قلبه الطيب
كشف ابن عم علاء ولى الدين في لقاء تليفزيوني عن ما دار في
آخر يوم من حياة المرحوم والذي كان يوم عيد الأضحى المبارك
في عام 2003 حيث قال بأنه كان ينوى أن يصطحب والدته بعد
الانتهاء من تصوير فيلم “عربي تعريفة” للإقامة الدائمة فى مكة.
مضيفاً: “علاء كبر تكبيرات العيد فى البرازيل، وقال لي بعد عودته:
أنا كبرت وذكرت اسم الله فى حتة ماسمعتش صوت أذان قبل كده”،
وبعد وصوله للقاهرة فجر عيد الأضحى قال له أخوه خالد: أنا جهزت
لك شقة الزوجية، فرد علاء قائلا: تعبت نفسك ليه أنا عارف مش
هادخلها. وكلمني فذهبت إليه ووجدته على السطوح. دبـ.ـح وكان
طبيعي جداً وبيهزر ويقول إيفيهات، وبعدها أخدت أنا وأخوه خالد
شنط اللحم لتوزيعها، وقال علاء لوالدته: أنا هادخل أنام ولما ييجي
إسماعيل وخالد هاقوم أعمل السنة وناكل الفتة”.
وأكد إسماعيل ولي الدين أنه لم يمر سوى دقائق معدودة بعد
نزوله مع خالد شقيق علاء حتى اتصل بهم شقيقه معتز وهو
يصرخ: تعالوا بسرعة علاء مـات، ولما رجعنا لقيناه وقع على
الأرض بمجرد دخول غرفته. والطبيب قال مباشرة إنه مات
بعد ما أصيب بسكتة دماغية بسبب ارتفاع السكر في دمه
بشكل مفاجئ رحمة الله عليه.