تزوّجت امرأة من تاجر غنيّ ، له محل كبير يبيع فيه القماش والملابس وكان بخيلا جدّا ، وذات يوم اشترى الرجل دجاجة
2023-04-10
قصص
قصة وعبرة …
تزوّجت امرأة من تاجر غنيّ ، له محل كبير يبيع فيه القماش
والملابس وكان بخيلا جدّا ، وذات يوم اشترى الرجل دجاجة ،
وطلب من زوجته أن تطبخها ليتناول جزءا منها على العشاء ،
وبينما كان الزوجان يتناولان طعام العشاء سمعا طرقا على الباب ….
فتح الزوج الباب، فوجد رجلا فقيرا يطلب بعض الطّعام لأنه جائع ،
رفض الزوج ان يعطيه شيئا وصاح به وقال له كلاما قاسيا وطرده ،
فقال له السائل : سامحك الله يا سيّدي ، فلولا الحاجة الشديدة والجوع الشّديد ، ما طرقت بابك!.
لم ينتظر الرجل أن يكمل السّائل كلامه ، وأغلق الباب بعنف في وجهه ، وعاد إلى طعامه ،
قالت الزوجة : لماذا أغلقت الباب هكذا في وجه السّائل ؟.
فقال الزوج بغضب : وماذا كنت تريدين ان افعل ؟.
فقالت : كان من الممكن ان تعطيه قطعة من الدّجاجة ،
ولو اخذ جناحيها يسدّ بها جوعه ! .. قال الزوج : أعطيه
جناحا كاملا ؟! أجننت ؟!. قالت الزوجة : إذن ، قل له كلمة طيّبة !.
وبعد أيام ذهب التاجر إلى متجره ، فوجد أن حريقا قد أحرق
كل القماش والملابس ، ولم يترك شيئا ، عاد الرجل إلى زوجته
حزينا وقال لها : لقد جعل الحريق المحل رمادا ، وأصبحت لا أملك شيئا …
قالت الزوجة: لا تستسلم للأحزان يا زوجي واصبر على قضاء الله وقدره ،
ولا تيأس من رحمة الله ، ولسوف يعوّضك الله خيرا ، لكن الرجل قال لزوجته :
اسمعي يا امرأة ، حتى يأتي هذا الخير اذهبي إلى بيت أبيك؛
فأنا لا أستطيع الإنفاق عليك !. وطلّق الزوج زوجته ، ولكن الله
أكرمها فتزوّجت من رجل آخر كريم يرحم الضّعفاء ،
ويطعم المساكين ، ولا يردّ محروما ولا سائلا .
وذات يوم بينما كانت المرأة تناول العشاء مع زوجها الجديد ،
دقّ الباب فنهضت المرأة لترى من الطّارق ورجعت وقالت لزوجها :
هناك سائل يشكوا شدّة الجوع ويطلب الطّعام فقال لها زوجها :
أعطيه إحدى هاتين الدّجاجتين ، تكفينا دجاجة واحدة لعشائنا ،
فلقد أنعم الله علينا ، ولن نخيّب رجاء من يلجأ إلينا ، فقالت : ما أكرمك وما أطيبك ، يا زوجي !.
أخذت الزوجة الدجاجة لتعطيها السّائل ،
ثم عادت إلى زوجها لتكمل العشاء والدموع تملأ عينيها …!
لاحظ الزوج عليها ذلك ، فقال لها في دهشة : ماذا يبكيك يا زوجتي العزيزة؟…
فقالت:إنّني أبكي من شدّة حزني !. فسألها زوجها عن السّبب فأجابته :
أنا أبكي لأن السّائل الذي دقّ بابنا منذ قليل ، وأمرتني أن أعطيه الدّجاجة ، هو زوجي الأول !.
ثمّ أخذت المرأة تحكي لزوجها قصّة الزوج الأول البخيل الذي أهان السائل وطرده
دون أن يعطيه شيئا وأسمعه كلاما لاذعا قاسيا …
فقال لها زوجها الكريم:يا زوجتي ، إذا كان السّائل الذي دقّ
بابنا هو زوجك الأول فأنا السّائل الأول !.
سبحان الله الايام دول يوما لك و يوما عليك فلا تستقوى بما معك
اليوم فسبحان العاطى الوهاب اذا لم تحسن التصرف فيما اعطاك اخذه منك